حظيت امرأة سورية باستقبال ملك بلجيكا تكريماً لها لما قامت به من "أعمال تطوعية" في المجتمع البلجيكي لا سيما إزاء القادمين الجدد من اللاجئين في البلد الأوروبي.
وبحسب ما ذكرت وسائل إعلام بلجيكية فإن السورية نادية كوزم (57 عاماً) كانت تعيش في مدينة لوفين البلجيكية حتى بلغت العاشرة من عمرها، ثم انتقلت بعد ذلك إلى حلب مع عائلتها السورية.
وبسبب الحرب التي اندلعت في سوريا 2011، اضطرت ناديا للعودة مع عائلتها إلى بلجيكا بعد 38 عاماً وعاشت العائلة في منزل جديد في مدينة أوستند التابعة لمقاطعة فلاندرز الغربية.
وعند عودتها عملت في عدد من المنظمات البلجيكية وعلى سبيل المثال تنشط ناديا في توزيع المواد الغذائية للمحتاجين منها مركز البقالة الاجتماعية في مدينة أوستند.
كما تنظم ناديا من خلال جمعيتها "سوريا مع الحب" دروس اللغة العربية للأطفال إضافة للمحادثة باللغة الهولندية للقادمين الجدد "اللاجئين"، وفق ما ذكرت صحيفة "نيوزبلاد" البلجيكية.
ماذا قالت المرأة السورية لملك بلجيكا؟
وتحدثت ناديا إلى الملك فيليب ليوبولد ماري في بروكسل عن عملها التطوعي لاسيما في منظمتها وورت بعض التفاصيل عن حياتها "لقد مررت بتغييرين صعبين في حياتي: الانتقال إلى سوريا عندما كنت في العاشرة من عمري، والعودة إلى بلجيكا بعد 38 عاماً"، مضيفة "لقد عشنا حياة جميلة في سوريا.. وبعد ذلك اندلعت الحرب".
وتقول ناديا "كان هذا التغير الأخير صعباً بالتأكيد، لكنه لم يمنعني من العمل كمتطوعة في منظمات مختلفة".
وبحسب ما ذكرت وسائل الإعلام البلجيكية فإن ما عاشته ناديا منذ طفولتها حتى الآن جعل منها "نموذج مثالي" للأشخاص الذين يواجهون صعوبات في لجوئهم وحياتهم.
وتقول المرأة السورية "يعرف الناس دائماً أين يجدونني.. إن الناس يأتون إليّ بسبب ماضيي والصعوبات التي واجهتها على وجه التحديد.. أعرف جيداً ما مررت به وهذا يساعد الناس بشكل أكبر.. إذا أعطيت الناس ابتسامة، فهذا يعني أن يومي ناجح".
لم تتوقع ناديا أن يكون لها لقاء مع الملك فيليب، وتقول "كان هذا مثيراً للغاية، لكنني سعيدة وفخورة في الوقت الحالي.. لا يحصل معك شيئاً كهذا كل يوم.. أنا سعيدة جداً لأنني مررت بهذا الأمر وهذا يحفزني على الاستمرار كل يوم".
لماذا تم ترشيح ناديا؟
وتم ترشيح ناديا من قبل "بو جومين" من اتحاد المنظمات العالمية والديمقراطية وتقول "نادية شخصية رئيسية ومهمة في جمعيات أوستند.. إنها تجمع الناس مع بعضهم، وإذا كان عليها الاختيار بين نفسها أو شخص آخر، فسوف تختار دائماً الآخر.. إنها حقاً تستحق هذا"، مضيفة "كمتطوعة، تقدم نادية أفضل ما لديها لمساعدة الآخرين".
وفي بيان نشره القصر الملكي البلجيكي قال فيها إن الملك استقبل 12 من أبطال منظمة "Beheroes".. لقد تم ترشيحهم من قبل شخص مقرب منهم لأنهم أحدثوا فرقاً كبيراً بأفعالهم الصغيرة".
وأضاف "كل يوم هناك الآلاف من البلجيكيين الذين يساهمون بنشاط في المجتمع.. وبمبادرة من الملك، تقوم منظمة Beheroes بتكريم هؤلاء الأبطال كل عام، وتم اختيار 12 بطلاً استثنائياً ليأتوا ويخبروا قصتهم هذا العام".
بدورها، شكرت ناديا جميع الذين دعموها مثل عائلتها ووالدتها والمتطوعين والمنظمات التي تطوعت فيها لا سيما التي رشحتها للقاء الملك.
وتحظى منظمة "Beheroes" أو "كونوا أبطالاً" التي اختارت ناديا بدعم من الملك والحكومة البلجيكية وتهدف لتكريم أبطال المجتمع وتسعى لوضعهم في دائرة الضوء ومنحهم الشكر والتقدير الذي يستحقون لإنهم يعنون الكثير للمجتمع الذي يعيشون فيه.
وتم إنشاء "كونوا أبطالاً" خلال أزمة كورونا حيث أرادت مجموعة من المتطوعين، الذين التقوا ببعضهم البعض عبر الإنترنت، استخدام خبراتهم في مجال التكنولوجيا والاتصالات لبدء شيء إيجابي وتسليط الضوء على الأشخاص الملتزمين بمجتمعهم وبدون رؤية بعضهم البعض في الحياة الواقعية، قاموا ببناء منصة وحملة عبر الإنترنت.
وبدأت حملة "كونوا أبطالاً" الأولى في عام 2020، ونظراً للنجاح غير المتوقع والقصص الجذابة، أصبحت مبادرة لمرة واحدة تقليداً سنوياً.
وعلى مدار الأعوام العشرة الماضية من عمر الحرب في سوريا وصل عشرات آلاف من اللاجئين السوريين إلى بلجيكا بحثاً عن الأمان والمستقبل لهم ولأطفالهم، وفق ما ذكرت وسائل الإعلام البلجيكية.
وحصل الآلاف من اللاجئين السوريين على الجنسية البلجيكية فيما ينتظر البقية الحصول عليها بعد أن يستوفوا الشروط اللازمة.